/ الفَائِدَةُ : (80) /
25/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / خطورةُ البحث في أبواب الْمَعَارِف الْإلَهِيَّة / إِنَّ البحث في أُلوهيَّة الإِلٰه (جلَّ وتقدَّس) ، وفي التَّوحيد ، وفي الْمَعَارِف الْإلَهِيَّة ليس دغدغة عواطف ، بل بناء كرامة وبناء عُلُوّ المخلوق ؛ وبرامج لنبل وكرامة الإِنسانيَّة في المجتمع في هذا الكوكب الأَرضي ؛ وبناء خارطة عقائد ومعارف وخارطة مسار إِنساني لا تحدُّها الأَرضين والسَّماوات السَّبع ، بل لا تحدُّها مُطلق العوالم غير المتناهية ، وباقية لآبادٍ وآزالٍ. إِذَنْ : الِاعتقاد بالتَّوحيد ليس ترنيم عواطفي ، وإِنَّما خارطة طريق تنعكس علىٰ كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في هذه الدُّنيا الدَّنِيَّة حتَّىٰ علىٰ مَنْ جعل الجنس صنماً له ـ مثلاً ـ ، فضلاً عمَّن رفع هِمَّته إِلى عوالم أُخرىٰ ، وحياةٍ كريمةٍ ونجيبةٍ وشريفةٍ ونبيلةٍ ، وعُلُوِّ مقامات ، في هذا العَالَم وفي سائر العوالم . وبالجملة : الْمَعَارِف الْإلَهِيَّة والِاعتقاد بالتَّوحيد ليس شيئاً تجريديّاً أَو عاطفيّاً ، وإِنَّما حقيقة مسار يُكَوِّن جملة مسارات المخلوقات ، وتنعكس علىٰ حياتها : (السياسيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الأَمنيَّة)، و(العسكريَّة)، وَهَلُمَّ جَرّاً ، وتنعكس أَيضاً علىٰ سلوكها ، ومن ثَمَّ تُجعل الدولة دينيَّة والمسار ديني ، والدِّين هو الحياة الكريمة في كُلِّ شيءٍ ، ويَجعل مَنْ سار علىٰ صراطه كريماً نجيباً ، ومعرفته ترفع همَّة المخلوق وتعلو بتفكيره ، والمعصوم هو المُجسِّم للكمال . ثُمَّ إِنَّ مَنْ يُطَلِّق الدين يتبنَّىٰ أَيّ مرام وكُلّ حرامٍ، ويكون شعاره الْاِسْتِبَاحَة والْإبَاحِيَّة في جملة الأَشياء ، ويصير وحشاً كاسراً ، وبَهِيْمِيّ الشَّهوة والنَّزْوَة. وصلى الله على محمد واله الاطهار